النص: مارك ضو
وقت القراءة: 5 دقائق
يتصاعد التوتر بين أوكرانيا وروسيا منذ احتجاز حرس الحدود الروسي لثلاث سفن أوكرانية في مضيق كيرتش الذي يفصل بحر آزوف والبحر الأسود، في 25 تشرين الثاني/نوفمبر.
الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو فرض الأحكام العرفية في بلاده، متحدثا عن احتمال نشوب حرب شاملة مع روسيا. ومن جهته حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كييف من مغبة تحرك "متهور".
وهذه المواجهة الأولى بين موسكو وكييف منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها في 2014، واندلاع نزاع مسلح في غرب أوكرانيا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، الذي خلف أكثر من 10 آلاف قتيل وحوالى 1.7 مليون نازح.
في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، تخلى الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش بشكل مفاجئ عن اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي واختار التعاون بشكل وثيق مع روسيا. هذا القرار أثار موجة من الاحتجاجات من قبل المؤيدين لأوروبا في كييف حيث تجمعوا في ساحة "ميدان" في مظاهرات ضخمة جمعت ما ناهز 800 ألف شخص في شهر كانون الأول/ديسمبر.
المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن بلغت أوجها، وشهدت أوكرانيا شهرا دمويا بعد مقتل 90 شخصا في كييف. وفي 22 شباط/فبراير عزل البرلمان الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي لجأ إلى روسيا وتم تشكيل حكومة انتقالية. فلاديمير بوتين ندد بما اعتبره "انقلابا" وحذر بأنه يحتفظ بالحق في استخدام كل الخيارات المتاحة بما فيها الخيار العسكري كحل أخير.
أيام قليلة قبل بداية الشهر اندلعت مواجهات بين عسكريين مساندين ومناهضين لروسيا في سيمفروبول عاصمة شبه جزيرة القرم التي أصبحت أوكرانية منذ 60 عاما فقط. القوات الروسية الخاصة سيطرت على المراكز الإستراتيجية في الإقليم الذي يتحدث أغلب سكانه اللغة الروسية.
وفي 16 آذار/مارس صوت الناخبون في هذا الإقليم لصالح الانضمام إلى روسيا في استفتاء وصفته أوروبا والولايات المتحدة بغير القانوني. وبعد يومين من ذلك، أعلن بوتين رسميا ضم إقليم القرم إلى روسيا.
التمرد الموالي لروسيا والذي تدعمه موسكو توسع في مناطق الشرق الذي تقطنه أغلبية تتحدث اللغة الروسية. وفي 11 أيار/مايو أعلن الانفصاليون بشكل أحادي استقلال منطقتي لوهانسك ودونيتسك في دونباس إثر استفتاء اعتبرته كييف غير قانوني. وفي 25 أيار/مايو انتخبت أوكرانيا رئيسا جديدا مواليا للغرب هو بترو بوروشنكو. في حين انتشرت القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا في ترانسنيستريا، في بيلاروسيا، على الحدود الروسية، وفي القرم. وبعد شهر وقعت أوكرانيا اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي.
على هامش الاحتفال بذكرى إنزال قوات الحلفاء في منطقة النورماندي (شمال فرنسا) خلال الحرب العالمية الثانية، عقد أول لقاء بين الرئيسين الأوكراني والروسي في بينوفيل، في 6 حزيران/يونيو 2014 برعاية المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. الهدف من اللقاء كان التوصل إلى حل للنزاع في دونباس. وتم تنظيم مشاورات مماثلة في السنوات التالية بدون أن تعطي نتائج.
في 17 تموز/يوليو 2014 أُسقطت طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية كانت تؤمن رحلة بين أمستردام وكوالالمبور بعد تعرضها لصاروخ حين كانت تحلق فوق غرب أوكرانيا. وكانت الحصيلة مقتل 298 شخصا. الغرب اتهم المتمردين الموالين لروسيا الذين نفوا مسؤوليتهم عن ذلك. واتخذ الغرب حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا. وفي أيار/مايو 2018، بعد 4 سنوات من الحادثة أكد المحققون الدوليون أن الصاروخ الذي أسقط الطائرة الماليزية مصدره وحدة عسكرية روسية.
وقعت أوكرانيا مع المتمردين الموالين لروسيا هدنة في عاصمة بيلاروسيا مينسك في 5 أيلول/سبتمبر. لكن اتفاق وقف إطلاق النار لم يحترم. باريس وبرلين قدمتا خطة "الفرصة الأخيرة" في شباط/فبراير 2015 وقبلت مختلف الأطراف خارطة طريق لحل النزاع فيما يعرف بـ "اتفاق مينسك 2". لكن المواجهات العنيفة استمرت على جبهات القتال. أطراف النزاع حملت بعضها البعض مسؤولية هذا الفشل.
أعلنت كييف أن حلف شمال الأطلسي قبل بدء مشاورات لانضمام أوكرانيا إلى هذه المنظمة. وقد أعلنت الأخيرة مرارا دعمها لكييف إزاء اعتداءات موسكو المتهمة بدعم الانفصاليين في الشرق الأوكراني. وعلى الميدان تتواصل الهجمات دون تسجيل عمليات عسكرية كبرى.
دشن فلاديمير بوتين جسرا يربط القرم بروسيا، وهو مشروع ضخم يحمل أبعادا رمزية، ويهدف لكسر عزلة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014 رغم معارضة أوكرانيا والقوى الغربية. بعد 6 أشهر، اندلعت أزمة بحر آزوف التي لفتت الأنظار مجددا إلى الأزمة الأوكرانية.
روسيا – أوكرانيا : محطات بارزة في تاريخ النزاع
نص مارك ضو / اقتباس: عماد بنسعيد
سكرتير التحرير هناده عفاش
صورة الغلاف غلاب غارانيتش / رويترز
تصميم وغرافيك : استوديو غرافيك فرانس ميديا موند
ننوفمبر/تشرين الثاني 2018 جميع الحقوق محفوظة