أعلى الصفحة




أصوات من الشارع التونسي

في شوارع ومقاهي وأسواق تونس العاصمة حديث عن الانتخابات الرئاسية التي تجري الأحد، عن "النهضة" التي حكمت البلاد مدة ثلاث سنوات. وحديث أيضا عن حياة التونسيين الصعبة، وعن الرئيس المخلوع بن علي الذي صار الكثير يحن لعهده. هذه أصوات من الشارع التونسي رصدتها مبعوثة فرانس24.

رضوان عيادي

أخاف أن يتكرر سيناريو 1987 عندما انقلب بن علي على بورقيبة

ر ضوان عيادي: "أخاف أن يتكرر سيناريو 1987 عندما انقلب بن علي على بورقيبة" رضوان عيادي (40 عاما) ناشط سياسي وأستاذ تاريخ في مدرسة ثانوية بالعاصمة تونس، يدعو التونسيين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية لأنها هي "الشيء الوحيد الذي أنجبته الثورة".

قضى رضوان أكثر من 15 عاما في المهجر بالعراق، ليعود إلى تونس عام 2006 ويبقى بدون جواز سفر ودون أدنى حقوقه بسبب مواقفه السياسية المعادية لنظام بن علي. وهو لا يستبعد الهجرة مجددا إلى الخارج، لأن الشعب التونسي "لا يزال لديه ثقافة أن الغير يختار ويقرر في مكانه".

وأكبر شيء يخشاه رضوان اليوم هو "أن يتكرر سيناريو 1987، حين انقلب زين العابدين بن علي على الحبيب بورقيبة، ليحل التجمع الدستوري الديمقراطي محل الحزب الاشتراكي الدستوري من دون أن يتغير شيء في حياة التونسيين".

ريم قيدوز

التونسيون لا يملكون ثقافة الديمقراطية ولا يعرفون مبادئها

ر يم قيدوز: "التونسيون لا يملكون ثقافة الديمقراطية ولا يعرفون مبادئها" ريم قيدوز إعلامية بإحدى الصحف التونسية اليومية، تعتبر الانتخابات الرئاسية "فاصلا تاريخيا في حياة الشعب التونسي ومسيرته" وتتمنى أن "تجري في ظروف أمنية ملائمة خاصة بعد حديث البعض عن تهديدات إرهابية يوم التصويت".

وتقول ريم إن "تونس بحاجة اليوم إلى رئيس يخرجها من عنق الزجاجة". وتضيف: "ثورة 14 يناير كان عنوانها شغل-كرامة، لكن نسبة العاطلين عن العمل في ارتفاع متزايد، وقطاع الإعلام تسوده فوضى عارمة، فالكل يطالب بالديمقراطية من دون أن يلتزم بمبادئها لأنها جديدة بالنسبة إلينا".

وترى ريم بأن "التونسيين لا يملكون ثقافة الديمقراطية التي تمكنهم من عبور مرحلة الانتقال السياسي بسلام ولا يعرفون مبادئها.. كنت أتمنى أن تسير الثورة التونسية على خطى نظيرتها الفرنسية التي احتضنها المثقف... فوجئت كثيرا بأن المثقف التونسي أخذ دور المتفرج بعد الثورة".

منى وأميرة

لو ترشح بن علي، الكل يصوت له

منى

م نى وأميرة تعملان في تسويق ماركات غربية لمواد التجميل في تونس، لديهما حنين مشترك لعهد بن علي، وهذا "ليس حبا فيه، ولكن لأننا هربنا من السيء إلى الأسوأ" كما تقول منى، مضيفة: "مررنا بثلاث سنوات ظلام بسبب حركة النهضة، فقد جاءت لتصفية حساباتها مع التونسيين، تحملهم مسؤولية حبس مناضليها ونفيهم لتنتقم منهم، لم يقدموا لنا شيئا إلا أنهم زادوا التفرقة بيننا، والامتيازات التي حظينا بها في عهد بورقيبة وبن علي جاءت هي لتعيدنا لعصور الظلام".

المرأة التي تربت على مبادئ بورقيبة لا تخشى شيئا

أميرة

و تؤكد أميرة أن"المرأة التونسية التي تربت على مبادئ بورقيبة لا تخشى شيئا، لا إسلاميي النهضة ولا إرهابيي داعش، فهي قادرة على تخطي جميع الصعاب من أجل أن تعيش في كرامة وحرية، كما كان عليه الحال في عهد بن علي، فمشكلة بن علي الوحيدة كانت زوجته ليلى المرأة المدبرة والمدمرة، ولو طلقها وعاد إلى تونس فالكل سيصوت له ".

منى نور الدين

المثقف التونسي سيلعب دورا أساسيا في المرحلة المقبلة

م نى نور الدين "سيدة" المسرح في تونس، ورئيسة فرقة تونس، عطاؤها الفني يفوق النصف قرن ولا يزال لإبداعها بقية. تبني منى أملا كبيرا على هذه الانتخابات الرئاسية لأن حسب ما تقول فيها "تعددية حزبية وبانوراما سياسية متنوعة لم تعرفها تونس من قبل".

وتركز منى على دور المثقف في المرحلة الانتقالية حيث تقول: "عطاء المثقف التونسي لم يتوقف حتى أيام الثورة الصعبة، لقد حارب جميع أنواع التعصب والتطرف بالثقافة والفن، المسرح بقي ينتج ويقدم عروضا دوما حتى في منطقة الشعانبي الخطرة (معقل الجماعات الإسلامية المتطرفة)، لذلك فدوره أساسي في المرحلة المقبلة، ويجب إشراكه في مرحلة البناء السياسي والديمقراطي".

رشيد

نتمنى أن الزين يرجع لأن الثورة قتلت قطاع السياحة في تونس

ي بيع رشيد النحاس والأواني التقليدية في السوق القديمة منذ 24 عاما. لم يكن حاله مثل الكثير من جيرانه البائعين الذين تركوا السوق لهجرة المشترين عنه. عمله كان موسميا، يعمل خمسة أشهر من حزيران/يونيو إلى تشرين الأول/أكتوبر، ليرتاح بقية العام. أما الآن فيقول: "لا نكاد نشتغل شهرا واحدا خلال الصيف، حركة البيع والشراء توقفت، الكثير وجد نفسه عاطلا واضطر إلى ترك حرفة أجداده... نتمنى أن يعود الزين [بن علي]، فالثورة قتلت السياحة في تونس، والأجانب تراجع عددهم كثيرا، خاصة الفرنسيين والألمان،أما الجزائريون فلسوء الحظ عملتهم ضعيفة بالنسبة لعملتنا لذلك فالأسعار غالية جدا بالنسبة إليهم".

ويوجه رشيد رسالة لوزارة السياحة الجديدة والتي يقع مقرها بالقرب من السوق: "عليكم أن تفتحوا لنا سوق العمل، لأننا نموت تدريجيا".

سفيان

الثورة قد تخدم الأجيال القادمة في تونس

س فيان صاحب مطعم في حي النصر الجديد بضواحي العاصمة تونس، أقام في فرنسا مدة عشر سنوات ليعود إلى بلاده عام 2009، ويؤسس مشروع حياته.

يتأسف سفيان كثيرا للوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي تشهده تونس حيث يقول: "في وقت بن علي كان هنالك نوع من الرفاهية والقدرة الشرائية للمواطن، أما بعد الثورة فالكل صار يعاني، لم أتخيل ولو مرة عند رجوعي من الغربة بأنني سأبحث عن الزبائن كل يوم".

سيدلي سفيان بصوته في هذه الانتخابات لأن "الثورة قد تخدم الأجيال المقبلة، أما جيلنا فيواصل دفع ثمن هذه الحرية والديمقراطية التي صرنا ننعم بها اليوم، لذلك على كل تونسي المشاركة في عملية البناء الديمقراطي".

سمير

لا شيء تغير في تونس إلا عدد البؤساء الذي ازداد

س مير (41 عاما) صاحب محل لبيع الملابس القديمة في حي التضامن الفقير بضواحي العاصمة، سيمتنع عن التصويت في انتخابات الأحد، كما كان عليه الحال طوال حياته حيث يقول: "لم أصوت في حياتي، ما الفائدة لا شيء تغير في تونس إلا عدد البؤساء الذي زاد".

يبيع سمير الملابس منذ نحو عشر سنوات لأبناء حييه والأحياء الفقيرة المجاورة، والكثير من أصدقائه يحلم بالزواج يوما لكنه لا يملك المال لإقامة حفل الزفاف. ويقول: "حتى الزواج لا نقدر عليه، كيف تريدون ألا ينحرف الشباب، نرى سنوات شبابنا تذهب هدرا ولا نستطيع فعل شيء، حتى أبناء الحي الذين ماتوا خلال الثورة لم يتغير شيئا بالنسبة لأسرهم".